القاهرة 2045، والمشروع إنجاز ماكيت للعاصمة المصرية السابقة قبل ربع قرن، جوهره إحياء ذاكرة المدينة. ولأن السؤال لا ينجيك من تقاطع واقع - مصيره المحو، مع خيال - يجتاح الأمكنة التي تخلق قاطنيها ستبحث عن ذاتك في مرايا الحكاية. ماذا
إبراهيم، رجل يقرر في لحظة ما تغيير مساره البديهي في الحياة، كما هو مرسوم مسبقاً للمجموع. يتخلى عن وظيفته المرموقة في البنك، يترك المدينة، يُطلق زوجته (زميلة عمله) ببرودة أعصاب، ويلجأ...
"الحُبُّ أَمَانَةٌ مُقدَّسةٌ يا كِيرَا. يَسْمُو بالمرْءِ عن أنانيّته العمياء: يُعلِّمُه أعظمَ دروس الحياة وأثمنَها. نحن في أمسّ الحاجة لتعلُّمِ التضحيةِ وتعلميها، للتحلّي بالصّبر عندَ الشّدائد، للتّمسكِ بالغرامِ مصدرًا للقُوّةِ والنجاح. أنا أحتقِرُ نفسي القديمة لضعفها، وكلّ نفْسٍ أرجعتْ هزائمها المُذِلّة إلى العشقِ. وأهـ....
- لا يمكن لأحد التكهّن بما قد أقدم عليه...اللعنة عليه، اللعنة على وردة وعلى هذه الدنيا المثقوبة التي طمرتنا في وحلها وأمعنت في تفريغنا من كل إنسانيتنا وجعلتنا مسوخا ناهشة.... اللعنة ...
"هل تستحق متاعب الحياة أن تكون عائقًا للحظات حب نعيشها ونستمتع بها مع من نحب؟ وهل الأشواك المتناثرة في مشوار حياتنا تمنع مشاعرنا من التعبير عما في داخلها من حب وشوق ولهفة، ماذا لو فقدنا من نحب وسط ذلك المشوار دون أن يعلم كم نحبه ونعشقه؟ ماذا لو تحول الحب إلى كابوس؟ والمشاعر إلى صخرة إذا لم تجد من يرعاها، آه.. لو تعلم يا حبيب العمر أن اللحظة التي نعيشها الآن قد تكون الأخيرة، لما سمحت للزمن أن يسرق منك أجمل لحظاته دون أن تعيشها بسعادة وحب".
هل ما يحدثُ لنا هو وليد الصّدفة؟! أم تراكماتٍ لتجاربَ سابقةٍ عشناها فتمحورت في اللاشعور، لتنطلقَ في اللحظةِ المناسبة، فتداهمُنا دون هوادة، أعجزُ عن البتّ في هذا الشّأن، فكثيرًا ما أعتبره صدفةً قد تكون عمياءتعترضُ سبيلي، وكثيرًا ما أرى فيه لحظات عشتُها بالماضي، عادت لتحفرَ في وجداني مِن جديد.
أطل رأسها من بين الأوراق كشيطان مارد مستعيضة عن حربته بقلم بارق، وأخذت تدون سطورها الملتهبة: "هكذا هم المتغزلون بالقراءة، يرشقونها بوابل الثناء، ثم ما يلبثوا أن يتنكبوا عنها الطريق، وتتجافى عيونهم مَحَبّة النظر والاخْتِلَاس"، كبحت مداد الحروف، وتمتمت بعد طول تفكر: "ماذا بوسعي أن أفعل لأعيد للقراءة اعتبارها؟!"، قدح الزناد في رأسها بعد إطراق عميق، وقالت: "وجدتها".
رواية تضعنا في قلب رحلة شيقة بقدر ما هي مؤلمة ليس من أجل استعادة الماضي فحسب، إنما لتساعدنا على فهم أعمق لعالم اليوم. إنها رحلة إنسان مغربي متعدد الأسماء والحيوات، قادته لاكتشاف مجاهل الأرض وصبر دواخله أيضاً. باختصار، وإن كانت رواية الخصار الأولى، فهي مدهشة ممتعة، ومربكة بأفضل طريقة ممكنة.
في هذه الملحمة الجسور، تكمن رحلة شعرية مبتكرة لملمح مقموع عادة، ملمح مسكوت عنه أو ربما منسي كلياً في التراثين الأدبي الإنكليزي والعربي والحال أن كلا التراثين لا يمكن أن يقيما نقدياً أو ينظر
Validate your login