من خشب وطين

إبراهيم، رجل يقرر في لحظة ما تغيير مساره البديهي في الحياة، كما هو مرسوم مسبقاً للمجموع. يتخلى عن وظيفته المرموقة في البنك، يترك المدينة، يُطلق زوجته (زميلة عمله) ببرودة أعصاب، ويلجأ إلى مكان هادئ بجوار غابة المعمورة في المغرب. هناك حيث يعتني بتربية النحل، سيلتقي يفتقد مصاب ليتعرف يسببه، على الطبيبة البيطرية بريجيت وتظهر بوادر علاقة حب يخشى أن تعيده إلى أحابيل المدينة، هو القادم من منطقة غائمة بداخله، الهارب إلى الضواحي المعتقد أن مكانة الحياة، تكمن في الحياة ذاتها، وليس في الأشياء التي تتزاحم فيها. ما هو الضروري، وما هو الزائد؟

بلغة تتكى على هذه الجدلية، تقف رواية محمد الأشعري من خشب وطين على دقائق الأمور، عند تلك التفاصيل والكائنات الصغيرة، التي لا نعتقد يوما أنها ستغير حياتنا، ولكنها تفعل، تماماً، كما فعل القنقد ينسي». هي أيضاً رواية عن الغابة بأشجارها ومائها، يعتمتها وتوحشها هذه القطعة المفقودة في أرواحنا، وقبل ذلك عن الجشع الإنساني والمصائر المتشابكة والحكايات التي تكبر كما غابة.

الناشر