من بين اوراقي 50 عاما من الاعلام والدبلوماسية

يتناول الأستاذ عيسى في كتابه مدناً وأشخاصاً وأماكن ومناسبات، وعلى حتمية الترابط بين جميع هذه المكونات إلا أنه يخلص بحميمية واضحة لما يريد الكتابة عنه كتفاصيل الأمكنة وطباع الأشخاص وتفاصيل المناسبات.

على أن ما يلفت الانتباه في هذه اليوميات أن المؤلف قد خص المملكة العربية السعودية بنصيب واضح من مقالاته، سواء على صعيد المدن والأماكن أم على صعيد رجال الدولة وكذلك تناول طبيعة مواطني المملكة وعاداتهم وحسن تعاملهم.

فتراه يتحدث عن جدة واصفاً بطريقة مهذبة الزيارة التي أصيب خلالها بالملاريا وكيف انبرى من حوله للعناية به، بينما ينشر نص رسالة شخصية تلقاها من ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مبيناً أنه والأمير كانا يتبادلان الرسائل كلما أعتمت منطقة ولزمتها إضاءة من قبل الأمير، مثلما يعرج على الخلق الرفيع والتسلح المكين بمايحتاجه رائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان من ترفع على الرغائب البشرية من طعام وشراب وسواها عندما قرر أن يأخذ معه إلى الفضاء كمية من تمر المدينة تاركاً للآخرين أن يفكروا بأصناف الأطعمة التي ينوون التزود بها قبل العروج إلى الفضاء، مثلما يصحح المفهوم التاريخي لرسالة الملك فهد إلى الراحل الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية خلال الأزمة التي نشبت بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، نافياً أن يكون الملك فهد بن عبد العزيز قد هدد الأردن بقطع المساعدات إن لم تذعن للمطالب الفلسطينة، مؤكداً على أن أخلاق القيادات السعودية لم تكن يوماً لتستعمل هكذا اساليب في مخاطبة الأشقاء، وإن أكثر ما كان يطالب به الملك فهدهو المحافظة على الهدوء وضبط النفس ريثما يصل الطرفان إلى صيغة الاتفاق النهائي ونزع فتيل النزاع.