ما الداعي إلى البحث في أسس فكر يقدم لنا نفسه مؤرخاً مؤسساً؟ فكر ما فتئ يؤول نفسه ويؤسسها، ويتقصى أصوله، ويبحث عن أسسه، هذا في وقت تبدو فيه الحاجة ماسة إلى البحث في أصول فكرنا العربي وتراثنا الإسلامي؟
الناشر: منشورات المتوسط
تاريخ النشر: 2021
عدد الصفحات: 128
النسخة: نسخة ورقية
الترميز الدولي: 9791280738028
ما الداعي إلى البحث في أسس فكر يقدم لنا نفسه مؤرخاً مؤسساً؟ فكر ما فتئ يؤول نفسه ويؤسسها، ويتقصى أصوله، ويبحث عن أسسه، هذا في وقت تبدو فيه الحاجة ماسة إلى البحث في أصول فكرنا العربي وتراثنا الإسلامي؟
أصبح الفكر، ولأول مرة، بفضل سيادة التقنية فكراً كونياً، وهذا لا لافتراض كونية ميتافيزيقية وفكر شمولي، وإنما للتغير الذي لحق مفهوم الوجود ذاته، بفضل اكتساح التقنية، فأصاب تبعاً لذلك مفهوم العالم، بل ومفهوم الفكر.
الكوني المقصود هنا عصر من عصور العالم، وشكل من أشكال الحقيقة، وهو لا يحيل لأي معنى عرقي أو جغرافي أو قومي . إن الكونية المقصودة هنا لا هوية لها، وربما كانت اليوم هي ما يحدد كل هوية، لا سبيل إذن لافتراض مفهوم مطلق عن الخصوصية، ولا معنى للأصالة إلا في إطار هذا الفكر الكوني. وليس هناك ولن يكون فكر أصيل، كل ما هناك كيفيات أصيلة للمشاركة في العالمية والمساهمة في الفكر الكوني، ومجاوزة التقنية من حيث هي اكتمال للميتافيزيقا.
الحديث عن أصول الفكر الفلسفي المعاصر إذن هو أساساً حديث عن الأصول الفلسفية لهذه الإشكالية، وقيام بجنيالوجيا الميتافيزيقا لرصد مختلف المفاهيم الأساسية التي يحاول الفكر المعاصر أن يخلخلها بغية الانفلات من قبضة هيجل ومجاوزة الفلسفة.
Validate your login