العلويون: الخوف والمقاومة كيف بنى العلويون هويتهم الجماعية في سورية؟
جاءت زيارتي الأولى إلى سورية في العام عندما كنت في ا أواسط العشرينيات من عمري. وكان لي في في ا السنوات السبع التي تلتها، أن أزور أزور . سورية . مرات أخرى في مناسبات عديدة، ولأسباب مختلفة، ليس أقلها أن سورية هي البلد في منطقة الشرق الأوسط الذي شعرت فيه
الناشر: منشورات المتوسط
تاريخ النشر: 2022
عدد الصفحات: 208
النسخة: نسخة ورقية
الترميز الدولي: 9791280738264
جاءت زيارتي الأولى إلى سورية في العام عندما كنت في أواسط العشرينيات من عمري. وكان لي في في ا السنوات السبع التي تلتها، أن أزور أزور. سورية. مرات أخرى في مناسبات عديدة، ولأسباب مختلفة، ليس أقلها أن سورية هي البلد في منطقة الشرق الأوسط الذي شعرت فيه إلى حد بعيد أنني في بلدي، وأن أهله يبدون أكثر انفتاحاً وتسامحاً. لكنني أدركت مع بواكير تحسن قدرتي على التحدث باللغة العربية، وجود نزعة مختلفة وراء ما يبدو أنه الموقف المنفتح على الأديان والثقافات الأخرى الذي كان الناس يعربون عنه دائما حين يطرح الموضوع. لم تكن هذه النزعة تقصدني أنا، فالرسالة لست موجهة لي، وإنما إلى "الآخرين"، الأشخاص الذين كان ينظر إليهم على أنهم مشكلة البلاد والـ "نحن". بدا لي الناس من جهة متسامحين جداً ومسايرين جداً في شأن الخلافات، لكنهم بدوا من جهة أخرى مهووسين بالدين. وحين تعرفت على المزيد من "الشيفرات" الثقافية أصبحت أعرف جميع الطرق التي يتبعها الناس لاكتشاف إلى أي دين أو ملة ينتمي الآخرون، من دون أن يسألوا سؤالاً مباشراً. أثار هذا التناقض اهتمامي كثيراً، لأنه بدا لي محفوفا
بالمخاطر. كان الأمر وكأن الناس يتظاهرون معظم الوقت بما لا يبطنون. ما أثار اهتمامي لم يكن يتمحور كثيراً على كيفية وصف الناس أنفسهم، أو ما يؤمنون به، لأننا جميعاً، ومن دون أن نتردد تمتدح ما . هو مهم بالنسبة إلينا. وتهلل له ما ما أ أثار اهتمامي هو كيفية وصف الناس الآخرين، وغالباً بطرق كانت - حتى بالنسبة إلي - تستند بوضوح على محض التحيز والتحامل والتعميم الفاتر. لمست في جميع أنحاء البلاد ظاهرة المزاعم المتعلقة بالجماعات والأديان الأخرى القوالب النمطية التي لم ألتقها شخصياً، نظراً لأن كل من التقيتهم - كلما ذهبت وأينما ذهبت - كانوا أفراداً، وليس جماعات
Validate your login