يبدو أنه من الصعب التمييز بين ما يكتبه خداش كسيرة شخصية، وما يكتبه كتخييل فني، إذا إنه في الكثير من قصصه يكون اسمه زياد حاضراً في القصة وفي الحوار وفي الحدث نوع من إيهام القارئ أو بالأحرى: نوع
الناشر: منشورات المتوسط
تاريخ النشر: 2023
عدد الصفحات: 116
النسخة: نسخة ورقية
الترميز الدولي: 9791255910183
يبدو أنه من الصعب التمييز بين ما يكتبه خداش كسيرة شخصية، وما يكتبه كتخييل فني، إذا إنه في الكثير من قصصه يكون اسمه زياد حاضراً في القصة وفي الحوار وفي الحدث نوع من إيهام القارئ أو بالأحرى: نوع من التأكيد على زوال الحدود بين الواقع وما يمكن أن يفرزه من خيال ودهان ووساوس في الزمن الفلسطيني أولاً، وفي زمن المنطقة المليء بالألغام والمتفجرات تالياً. أكثر من ذلك، فإن سؤال الواقع والخيال هنا، في الجراح تدل علينا ، يبدو أنه غير مطروح، أو أنه خطأ ينبغي عدم التفكير فيه. فليس أمراً شاذا أن يفكر بالانتحار أو أن يقتل من يرسل الصاحب عمله الجديد وردة على سبيل المجاملة الاجتماعية، فيما يحسبها الآخرون، ويعتبرونها، نفاقاً (قصة "وردة الواتس أب") فأي صرامة في القيم تجعل الناس يمشون في المجتمع كما لو أنهم يمشون على حد السيف، ويتوجب عليهم الحذر على طول الطريق لأن أي اختلال في ميزان القيم سيتعبه السقوط على حد السيف ذاك النفاق يعادل الخيانة، إنه شيء خيالي، لكنه واقعي إلى درجة الرعب. يبدأ خداش مجموعته بقصة "رجال" غرباء"، وكيف أن طفلة يهودية في فلسطين تسأل جدتها عن أولئك الرجال الذي يقفون أمام "بيتهم" ويصطحبون صوراً فوتوغرافية وأطفالهم ويبكون، فتخبرها الجدة إنهم لصوص يحاولون سرقة سيارة جدها طوال الوقت فتنشأ الطفلة على هذا غير اليهود، وهم الفلسطينيون أصحاب الأرض، ليسوا سوى الصوص يحاولون سرقة "اليهود"! عملية تزييف تاريخية وواقعية لدرجة الصفاقة وعلنية استغرقت قرناً كاملاً ولم تزل مستمرة حتى يومنا هذا. قراءة يسيرة وسلسة تتيحها قصص المجموعة التي كتبت برشاقة وبلغة خالية من أي نزوع أو ادعاء بلاغي، ثمة حدث وثمة أشخاص ومكان، يذهب الكاتب إليها مباشرة دون لف ولا دوران حول اللغة والمعنى، بلا أي فوقية يمارسها تجاه القاري، بل بصداقة تؤهله لأن يكتب كما لو أنه يتحدث مع القارئ مباشرة ودون وساطات.
Validate your login