نورجة سيدة جرجرة

يزخر التاريخ بشخصيات و أحداث بقي بعضها كالقطع الأثرية المتروكة على جنبات الأرض برتبة شواهد و قد أتت عليها عوامل الطبيعة و الإنسان و حاق بعض تفاصيلها النسيان و أخرى استقر بها الحال بأن ظلت مخبأة في دواخل الباطن ذكرى يطوقها الزمن و لعل النوادر منها كالعادة يخطف بريقها الأخاذ كلما سار الحديث عنها و تعددت أشكال تبيانه من المختصين في ذلك و الشغوفين من العوام.

هذه الرواية عن تحفة تاريخية صنعت مجدا في بلادها قد لا يضاهى و كانت الابنة الوفية لبيئتها الروحية و قائدة مقاومة عسكرية شعبية في الجزائر أذاقت جنرالات فرنسا صنوف الحمية في الذود عن حماها.

في أرض الامازيغ كان منشؤها و من الزاوية الرحمانية نهمت العلوم و أصول الدين فيها و بين دروب القرى تمردت على بعض أحوالها فذاع صيتها و كانت بذلك مثال المرأة القوية المعينة و المرشدة.

اتخذت من صهوة فرسها بيتا لها و من خلوتها منارة تضيء مسالك طريقها و في أرض المعارك موطنا تجابه فيه عتاة الغزاة و بقيت على ذلك المنوال و قلبها معلقا بوطنها إلى آخر لحظات من عمرها , تلك إذا هي المقاومة الجزائرية لآلة فاطمة .. سيدة جبال جرجرة.