لكأن العقود الثلاثة التي تمدد عليها شعر أمجد ناصر، هي عقود الامتحان القاسي المديد، إذ جرت مياه كثيرة تحت جسور كثيرة ، وانهدمت جسور وقلاع ، وزالت ديار، وفتحت أبواب، وعلقت أخرى....
الناشر: منشورات المتوسط
تاريخ النشر: 2016
عدد الصفحات: 268
النسخة: نسخة ورقية
الترميز الدولي: 9788899687243
لكأن العقود الثلاثة التي تمدد عليها شعر أمجد ناصر، هي عقود الامتحان القاسي المديد، إذ جرت مياه كثيرة تحت جسور كثيرة ، وانهدمت جسور وقلاع ، وزالت ديار، وفتحت أبواب، وعلقت أخرى....
في هذه العقود، تساوى الغث والسمين والمعرب والمعجم . والناطق بالصاد وغير الناطق تساوى محرر الصفحة والشاعر الأبيض والأسود. وثارت عواصف كبرى في الفنجان «المعارك» الشعرية التي حسمت في أوربا وأميركا منذ قرنين تار نفعها، وخفقت بيارفها عندنا، أمارة على موقعنا الفعلي من التاريخ الثقافي والشعري. لقد كان المشهد مؤلما. ولا يزال.
الباب الوسيع الذي كان بإمكان قصيدة النثر أن تفتحه أمام تطور النص الشعري العربي، انهدم تحت سيل غرم منتفاهة المسطر المجاني، غير ذي العلاقة بالحياة وأشيائها، واللغة وأفياتها ....
لقد كانت عقوداً للتخلف العام في أمة تدفع خارج التاريخ دفعاً.
أين أمجد ناصر من هذا كله؟
أعتقد أن الرجل زوى نفسه عن المشهد الفاجع بمجانية الدعوى والمعترك، وظل يطور رؤيته وأداته، مستقلاً بنفسه، لا يرفع بيرقاً ، ولا ينضوي تحت بيرق.
سعدي يوسف
Validate your login