نبذة عن الكتاب:
كان جبر رياض سائق" السرفيس" صباحاً، والمطرب المشهور ليلاً يترك هاتفهُ يرن، وهو يغني، خوفاً من أن يخسرَ زبوناً هنا أو هناك، أو طلباً على"تكسي السرفيس" رنَّ هاتفه المحمول وهو يغني على اللوج( المنصة) ، استأذن العريس حين رفع الهاتف ورأى الرقم المتصل، وأعطانا إشارة اتفق معنا عليها من قبل، فدخلنا في وصلة موسيقى" الحجالة" الصاخبة، كانت أمُّهُ تُحتَضر في مستشفى "هداسا"، المقام على أراضي قرية العيساوية الفلسطينية، شمال البلدة القديمة، فسحبني من بين"العَويِّدة" أي العازفين في الفرقة، وقال والدمع في عينيه:"تعال معي نشوف أمي"
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 2023
عدد الصفحات: 192
النسخة: نسخة ورقية
الترميز الدولي: 9789957005030
كان جبر رياض سائق" السرفيس" صباحاً، والمطرب المشهور ليلاً يترك هاتفهُ يرن، وهو يغني، خوفاً من أن يخسرَ زبوناً هنا أو هناك، أو طلباً على"تكسي السرفيس" رنَّ هاتفه المحمول وهو يغني على اللوج( المنصة) ، استأذن العريس حين رفع الهاتف ورأى الرقم المتصل، وأعطانا إشارة اتفق معنا عليها من قبل، فدخلنا في وصلة موسيقى" الحجالة" الصاخبة، كانت أمُّهُ تُحتَضر في مستشفى "هداسا"، المقام على أراضي قرية العيساوية الفلسطينية، شمال البلدة القديمة، فسحبني من بين"العَويِّدة" أي العازفين في الفرقة، وقال والدمع في عينيه:"تعال معي نشوف أمي"
ذهبنا لنراها، فلم يدخلنا حراسُ المستشفى في البداية، لأن لديهم أوامر – بسبب حالة الإنتفاضة الثانية – بألاَّ يسمحوا للشباب العرب بالدخول الى المستشفى إلا بإذن خاصّ، "فـ صَيَّحتُ" قدرَ ما استطعت بلغتي العبرية المبتدئة، لكنَّ جبراً بقي صامتاً، نجحت بإستفزاز الحراس الإسرائيلين حتى قاموا باستدعاء دورية شرطة لاعتقالنا، وحين نزل أفرادُها من السيارة، دفعونا الى الحائط، وبدؤوا بتفتيشنا، حاولت أن أشرح للضابط، فركلني برجله وكأنني كلبٌ أجربُ.
بعدما"أكلنا إللي فيه النصيب" دخلنا الى المستشفى فوجدناها تُحتَضَرُ في ا لرمق الأخير، وقبل أن تودعَ الحياةَ بلحظاتٍ رفعها جبر بين ذراعيه، وَضَمَّها الى صدره، فظننتُ وأنا أقف بجانبه أن الحنين إجتاحهُ، وأنه يريد يُقَبّلها ويودعها قبل أن تختفي الى الأبد، وهو المعروف جداً بوقاحته، وبأنه كان يأخذ من أمه أجرة"السرفيس" حين كان يقلها الى الطبيب، لكنه بعد أن رفعها الى الأعلى نَظَرَ إلَيَّ وقال:
اسحب الشرشف من تحتها بسرعة وحطّه بالكيس إللي وراك، مش راح ينتبهوا إذا ماتت على تخت بلا شرشف!
ففعلت... وبالفعل لم يتنبه احد
كتابة مراجعتك
Validate your login