نبذة عن الكتاب:
فاستعرت صبر جمل ، وعيني صقر، وجناحين، ورأيتها في قلب الحشد، كانت غريبة، متميزة، ساهمة ، حائرة، وأي حيرة أكبر من حيرة من يبحث عن نفسه وينتظرها. قلق متحرك ساكن في المكان. مكان راوح، موجة من أمام، زحزحة، موجة إلى الخلف، زحرحة، مكانك
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 2005
عدد الصفحات: 120
النسخة: نسخة ورقية
فاستعرت صبر جمل ، وعيني صقر، وجناحين، ورأيتها في قلب الحشد، كانت غريبة، متميزة، ساهمة ، حائرة، وأي حيرة أكبر من حيرة من يبحث عن نفسه وينتظرها. قلق متحرك ساكن في المكان. مكان راوح، موجة من أمام، زحزحة، موجة إلى الخلف، زحرحة، مكانك راوح. شهقة فؤاد، وصلة روح، ووصال جسد، ودفء عظام في الليالي الباردة .. وفي لب اشتداد هبوب العاصفة الثلجية، ودخلت عينيها، تخللت شعرها. ولم تصدق هي، بادئ الأمر، أنني كنت أنا. فركت عينيها وعادت تفتحهما. فغربة غابة الفم على سعتها دهشة. وهكذا، في أوج ارتعاشة البرد كانت ذروة ارتعاشه الوصل، اغمضت عيني . أطبقت الجفون علي، هززت رأسي أطرد شبحاً ما، هززته، نسيت الأشقر، والجدار المتحرك، ونسيت الجسر ومن عليه وما فهي، وتبخر من رأسي طيف الضرير، وصورة المدينة، وتذكرت أمراً واحداً فقط: بيتي، الألفة بين ذراعي بيتي، واغتيال الوحدة المهيبة التي كنت غارقاً في يمها بين الملايين من الوجوه والأجساد والهائمين على الجسر بعيون ثابتة شاخصة حيث مكان اعتقال الشمس، وقمم سود داكنة عميقة، جدارية، صماء ، مقفرة موحشة، جاهزة للابتلاع، وتهتف هل من مزيد، أنها تنتظر .. لحظة الاغتيال الشامل. وتولد فجأة، من رحم لا أعرفه، صيغة الإعادة. هكذا أجد نفسي، ذلك الصباح، محملاً بعطرها، وبأنفاسها وبعرق جسدها في المكان ذاته.
كتابة مراجعتك
Validate your login