نبذة عن الكتاب:
مضغا لذكرى الأجداد، أو يأسا من عقم الواقع السريالي، تجد خطوك الرتيب في حركة دائرية، كأنك في المساءات الواسعة مجرد رغوة للحضور الخصيم.
تتوزع كلماتك في الفراغات الضيقة كما تتوزع الورود في النباتات الشوكية.
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 2005
عدد الصفحات: 168
النسخة: نسخة ورقية
مضغا لذكرى الأجداد، أو يأسا من عقم الواقع السريالي، تجد خطوك الرتيب في حركة دائرية، كأنك في المساءات الواسعة مجرد رغوة للحضور الخصيم.
تتوزع كلماتك في الفراغات الضيقة كما تتوزع الورود في النباتات الشوكية.
كان جدك يداعب خيله على تلة نائية وسط قعقة الفراغات الممتدة من تل رملي إلى آخر، وكان يشاهد الفرسان يعبرون من الأندلس حاملين جراحهم، مثقلين بأعباء المعركة.
كان جدك يحسب الأبعاد بين المدارات الفلكية بحصى الرمال، وهو يحفظ القصائد الجاهلية ويشارك وجدانيا في الحرب مع الزير سالم، دون أن تنبح الكلاب الضالة لتفزع الأطفال النائمين تحت الخيام العالية..
وكنت مشغولاً بفلسفة الطبيعة، غارقا في السببية الحتمية لاختلاف المحيط البيئي، فصراخ الصمت المهيب في وديان المحل، والرقصات الصوفية لأغصان الطلح والأراك، واختلاط العطور العشبية في الأودية العميقة.. كلها مؤكسدات طبيعية للجاذبية النفسية نحو البحث عن الأصول.من حقك أن تصرخ اليوم في الوجوه الباهتة .. أيها العابرون فوق المروج النارية، مخضبين بالطين، عابئين بالمسار، مقنعين بالفقاعات البيضاء، غارسين الأمل في حوامض التيه والضياع.أيها الناظرون إلى النجوم البعيدة ، لسي كل مرئي يدرك.. ولا كل براق مضيئاً ولا كل مظلم شرا .. وليس كل خطو مقدما .. ولا كل اندفاع منجياً . أيها المتعبون من رثاء الخيول والحالة العامة، الباكون على القيم النيرة، والسيرة العطرة لأمهات النهوض والانبعاث من الجاهلية الإلكترونية إلى صراط الله المستقيم.. أيها القابضون على جمر القضية العامة. المتأملون من سهام الكل.. المستحمون من دموع الجراح الجسدية.لقد أصبحتم هدفاً للرماية المسلية.. كل يرميكم في وقت فراغه بما تيسر له من صخور.. فهل أنتم شياطين في موسم الحج البشري ؟! من زرع فيكم السكون إلى هذا الحد المظلم ؟.تذكرواً دائماً أن لكم ذاكرة من حبر.. وصراطاً من ضوء .. وتذكروا أنكم كنتم تطلبون السماء .. تذكروا أن من تقاليد الخيل أن تعود للسباق وهي متعبة .. تذكروا .. تذكروا؟!
كتابة مراجعتك
Validate your login